علاء القرالة
يعيد الأردن التأسيس لأولويات استراتيجية، تقوم على الجمع بين العواصم العربية عمان وبغداد ودمشق وبيروت والقاهرة.
ويدرك الأردن أن توافقات جديدة تعتمد المصالح المشتركة والتعاون الاقتصادي بين هذه الدول، ستكون أهم الخيارات لتجاوز التشظيات التي سادت المنطقة لأكثر من عقد من الزمان.
وتلعب عمان دور همزة الوصل باقتدار وحكمة، فمعادلات الواقع ومستجدات الاقليم والعالم تفرض أشكالا جديدة من التعاون، وتلك مسائل بديهية لا خلاف عليها أو حولها.
فالاردن ومنذ تأسيسه وبحكم موقعه الجغرافي ورؤيته السياسية شكل رابطا بين تلك العواصم، بالاضافة الى دوره المهم والمحوري والمتوازن على صعيد المنطقة والعالم، ما جعلنا اليوم نلعب دورا رئيسيا في التكامل الاقتصادي بين الاشقاء بعد سنوات شديدة التعقيد والتشابك نتيجة الاحداث الامنية في الاقليم وتبعات الربيع العربي وغيرها من الظروف السياسية.
وما كان الاردن سيلعب هذا الدور اليوم في صدارة المشهد وسعيه الى احداث ترابط اقتصادي سياسي عربي جديد ومحوري لولا الاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي يشهده بفضل قيادتها ووعي شعبها، الذين رموا خلف ظهورهم المحاولات كافة التي سعت الى النيل من استقراره، بالضغوط الاقتصادية ونثر الاشاعات هنا وهناك، فكنا اقوى كثيرا منها، ولولا صبرنا وحكمتنا لما كان دورنا اليوم دور الرائد في المنطقة.
في الأمس كان رئيس الوزراء في القاهرة بعد زيارة الى العاصمة اللبنانية بيروت وقبلها زيارة وفود سورية الى عمان، وزيارات متبادلة مع بغداد، وكلها ترمي الى المصلحة المشتركة، اثمرت عنها نتائج ايجابية للعواصم كافة ولعل من ابرزها الربط الكهربائي مع لبنان وايصال الغاز له من خلال الاردن بعد ان عانى وما زال يعاني من ازمة في الطاقة المولدة للكهرباء، بالاضافة الى فتح معبر جابر بين عمان ودمشق والذي يرفع عن سوريا عزلتها الاقتصادية بعد سنوات حرب مضنية وقاسية اثرت عليها بشكل كبير، اضافة الى اقامة مدينة اقتصادية مشتركة بين الاردن وبغداد والقاهرة ومشروع الربط الكهربائي فيما بينها ومد انبوب النفط الواصل الى البحر الاحمر وصولا الى مصر وغيرها من المشاريع المشتركة الكثيرة..
دور كبير لعبه الاردن مع الولايات المتحدة، بتخفيف قيود قانون قيصر واعطاء الاردن استثناء للتبادل التجاري مع سوريا، وما كان هذا الاستثناء ليصدر او يعطى لولا ثقة الادارة الاميركية بالدور الذي تلعبه المملكة عربيا في المحافظة على استقرار الشرق الاوسط.
اقتصادنا سيكون من اكثر المستفيدين من التواصل العربي المشترك وخاصة بين دول الجوار ومحيطنا العربي، ولأسباب كثيرة أبرزها ان تلك الدول من اكثر الاسواق عمقا لاقتصادنا وصادراتنا واستثماراتنا المشتركة.